ألمانيا ... ذلك هو البلد الذي يرتبط في أذهاننا بطريقة تلقائية مع عدد من القيم الإيجابية مثل الجودة والدقة والكفاءة والنظام، كلها مجتمعة في صيغة مثيرة للتعجب والإعجاب ندر وجودها في أي بلد آخر.
ففي جميع مناحي الحياة والاقتصاد يوجد منتج ألماني واحد على الأقل يتفوق على جميع المنتجات الأخرى ويمثل سقف الجودة في هذا القطاع. وفي هذا الصدد فإن منتجات مثل ساب في تكنولوجيا المعلومات وديملر وبي إم دبليو وأودي في السيارات وسيمنز وأديداس وبوش وميله ما هي إلا مجرد أمثلة قليلة على التميز والالتزام الألماني بالجودة والدقة. في هذا البلد، الذي كان مهدا للعديد من العلوم والتقنيات والاختراعات والابتكارات، لا تنضب الانجازات المبهرة.
ومع ذلك، فقد غطت النجاحات التكنولوجية والصناعية لفترة طويلة على أحد أكثر الإنجازات المثيرة للإعجاب في ألمانيا، وهو نظامها الصحي. هذا النظام الذي يوفر رعاية صحية عالية الجودة لـ 100٪ من السكان الذين يتجاوز عددهم 80 مليون شخص في واحدة من أكثر الأنماط التزاما بالعدالة والمساواة، التي عرفتها البشرية على الإطلاق. إن النظام الصحي الألماني لمعجزة حقيقية.
فألمانيا هي أحد أكثر الدول إنفاقا على الصحة في العالم ويعتبر توقع الحياة عند الولادة للألمان من أعلى المعدلات على الكوكب. ويرجع ذلك الى حقيقة بسيطة وهي أن هناك اجماع في المجتمع الألماني على أهمية الصحة والعدالة في الولوج للخدمات الصحية، سواء كقيمة يؤمن بها الفرد أو كأولوية للسياسات العامة.
وبصرف النظر عن الإمكانات المادية والتكنولوجية المتوفرة لهذا النظام، فإن تميز النظام الصحي الألماني يعود في الأساسي للعنصر البشري، أولئك النساء والرجال، الذي يرجع لتفانيهم وإخلاصهم وكفاءتهم تفوق النظام الصحي الألماني على كثير من النظم المماثلة. ويفسر ذلك التميز الشغف العالمي بالخدمات الصحية الألمانية والتي يحج اليها الاف المرضى سنويا من كافة الدول الأوروبية والعربية.
ومما يثير الإعجاب والتعجب في أداء القوى البشرية الصحية في ألمانيا هو ثبات أدائها بغض النظر عن نوع أو حجم أو مكان المؤسسة الصحية أو عن الوضع الطبقي والقدرة المالية للمريض، فأينما وليت وجهك في تلك المنظومة الصحية تجد نفس التفاني والإخلاص والكفاءة.
وتكشف شمولية وثبات تلك الخصائص الإيجابية عن العامل المشترك لها وهو النظام التعليمي المتبع لتكوين وتأهيل الأطر الصحية. حيث يتمتع هذا النظام بالعديد من الميزات الرائعة التي تستحق التأمل والتعلم، ومن بينها العملية والبراغماتية والتركيز على تنمية المهارات والكفاءات، والروابط القوية بين التعليم والممارسة المهنية، وتقديس الجوانب الإنسانية للرعاية الصحية، والتوجه نحو نتائج الرعاية والتركيز على التجربة العلاجية الإيجابية الشاملة للمرضى.
على الرغم من اختلاف السياق، إلا أن لدينا في المدرسة العليا لعلوم الصحة ميلًا قويًا نحو القيم والمفاهيم الأساسية التي يقوم عليها النظام التعليمي الألماني للأطر الصحية، والتي جعلتنا نصوب البوصلة تجاه ذلك النظام منذ اللحظة الأولى لتأسيس المدرسة. وبفضل التعاون الوثيق والدعم المتواصل من شركائنا الألمان، تمكنا من قطع شوط طويل للموائمة بين برامجنا الأكاديمية وأساليب التعلم المتبعة في المدرسة العليا لعلوم الصحة مع مثيلاتها في النظام الألماني.
اليوم، يمكننا أن نقول بكل ثقة وفخر أننا نكون الأطر الصحية للمستقبل ... على الطريقة الألمانية.
المدرسة العليا لعلوم الصحةمؤسسة للتعليم العالي الخاص تأسست في عام 2014 بترخيص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم 434/2015
عضو الجمعية الأوروبية لكليات ومدارس الصحة العامة شراكة مع جامعة مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية شراكة مع جامعة برلين الطبية بألمانيا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ليل بفرنسا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء شراكة مع وزارة الصحة بالمملكة المغربية شارع باريس 14، الدار البيضاء 20000، المملكة المغربية هاتف 0522475775 فاكس 05224757778 info@esss.ac.ma البريد الإلكتروني |