مهمة القسم و رسالته
يعمل القسم على تكوين و تخريج أخصائي علاج التخاطب و تقويم النطق وهم المهنيون المختصون بدراسة وتقييم اضطرابات التواصل البشري، وتشمل اضطرابات الصوت والنطق واللغة والتعلم والبلع. ويعتبر هذا المجال التخصصي من المجالات حديثة نسبياً والذي تشكل وانتشر بشكل واسع بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
و يهدف القسم الى تعميق معارف الطلاب بعمليات التواصل الإنساني بكافة جوانبها الإدراكية والفهمية واللغوية والإيقاعية واللفظية والسمعية, وعلاقة هذه الجوانب بالتعليم والأهداف اللغوية والتكيف الاجتماعي. كما يعمل القسم على بناء قدرات طلابه على اجراءات الوقاية و الإكتشاف المبكر و التشخيص و العلاج من و لهذه الإضطرابات و تأهيلهم للعمل في أنواع شتى من المؤسسات مثل المدارس العامة والخاصة والمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والمستوصفات والكليات والجامعات والعيادات الخاصة والجهات الصحية الحكومية.
مقدمة عن القسم
قسمنا يدرس ويخرج أخصائيين في علاج التخاطب وتصويب النطق من طراز رفيع قادرين على مساعدة الأطفال والبالغين الذين يعانون من مشاكل في التواصل. إنها مهمة نبيلة جدا نؤمن بها بقوة، ونكرس لها عقولنا وقلوبنا.هل يمكن أن تتصور كيف ستكون حياة أحدهم عندما لا يكون قادرا على أن يتواصل، أن يتكلم، أن يُفهم، أن يتعلم أو أن يعبر عن أفكاره ومشاعره؟ هل يمكنك أن تتصور فقدانك للقدرة على التذوق وابتلاع الطعام؟ هذه هي الحياة التي يعيشها مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال في بلادنا الذين نسعى جاهدين لمساعدتهم. ولا شيء يشبه الارتياح الذي نشعر به عندما نرى عملنا يحسن حياتهم. |
يتزايد عدد الأفراد المصابين بهذه الإضطرابات في المغرب كما في كافة بلدان العالم. ويشمل هذا العدد الأطفال والبالغين الذين يعانون من مشاكل في التواصل باللغتين المنطوقة و المقروءة و كذاك اضطرابات البلع. وإذا تم إسقاط أكثر التقديرات تحفظا حول انتشار هذه الإضطرابات على سكان المغرب، فإن عدد هؤلاء الأفراد سيتجاوز 3 ملايين نسمة. في مقابل ذلك نتوفر على أعدة مئات من الأخصائين الممارسين في في علاج التخاطب وتصويب النطق لخدمتهم. نحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لمضاعفة هذا الرقم 10 مرات للوصول إلى المعدل المقبول والمتمثل في أخصائي واحد لكل 10 ألف نسمة.
إننا نفتخر بإدخال إصلاحات رئيسية على تدريس في علاج التخاطب وتصويب النطق. فبفضل التعاون المثمر و البناء مع شركائنا و الرعاية و الدعم الذي وفرته وزارة التعليم العالي، نجحنا في ملائمة برامجنا البيداغوجية مع القواعد والمعايير الدولية خصوصا في الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة الى ذلك فإننا ندرب طلبتنا على القيام بالتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل بصورة شاملة ومنسقة وخاصة وقائمة على الأدلة. لذلك ففلسفتنا التعليمية تركز بشكل خاص على توجيه عملية التعلم تجاه مجتمعنا، وذلك بجعل الأسرة المغربية في مركز اهتمام هذه العملية. ونتبنى أيضا نموذج متعدد التخصصات يكرس التعاون مع المهنيين الآخرين وخاصة الأطباء والأخصائيين النفسين والمعالجين النفس حركيين، وأطباء الأطفال، وأطباء الأعصاب، والأخصائيين التربويين.
علاوة على ما سبق فإننا نعمل جاهدين لتنفيذ استراتيجية المدرسة بخصوص البحث العلمي. ويتمثل طموح هذه الاستراتيجية في وضع القسم في طليعة البحث العلمي التخصص في مجال علاج التخاطب وتصويب النطق على المستوى القاري. وتركز الاستراتيجية على خمسة أولويات:
لا تترددوا في الاتصال بنا للحصول على مزيد من المعلومات كما نتطلع للترحيب بكم في المدرسة قريبا.
البرامج الأكاديمية
الإجازة في علاج التخاطب و تصويب النطق |
التكوين المتخصص
التأهيل الصوتي و علاج اضطرابات الصوت
الصوت البشري هو عبارة عن اهتزازات متكررة ومتتالية تحدث في منطقة الحنجرة نتيجة الهواء المندفع من الرئتين أثناء الزفير، هذا ما يكوّن صدىً في منطقة الفم ومنطقة الأنف ليخرج بنبرة معينة.
ولإصدار الصوت الإنساني يجب أن تعمل عدة أعضاء في تناغم كامل تحت سيطرة الجهاز العصبي وتشمل: أولا: الرئتين والحجاب الحاجز وعضلات التنفس وتتحكم في كمية الهواء المندفع تجاه الحنجرة، و ثانيا: الحنجرة وتتكوّن من تسعة غضاريف ملتصقة مكوّنة صندوق الصوت، الذي يقع في داخله الأحبال الصوتية التي تهتز نتيجة مرور الهواء القادم من الرئتين فتصدر الصوت، و ثالثا: الحلق والفم والأنف والجيوب الأنفية وتتحكم في رنين الصوت وتعمل على تركيبه.
و تتأثر عملية اصدار الصوت الإنساني يعدد من الإضطرابات و الأمراض التي تؤثر على هذه الأعضاء أو الجهاز العصبي الذي يتحكم فيها، و تختلف شدتها و خطورتها حسبب طبيعة السبب و العضو المتأثر.
وتنقسم اضطرابات الصوت لثلاثة أقسام عامة. فيشمل النوع الأول اضطرابات الصوت العضوية، وهي تلك الاضطرابات الصوتية التي يصاحبها تغيرات عضوية واضحة في تركيبة الثنايا الصوتية تكون واضحة عن الكشف على الحنجرة بالمنظار الحنجري، ومن هذه الأمراض العيوب الخلقية للحنجرة وإصابات الحنجرة الجرحية أو الرضية أو الكيميائية والتهابات الحنجرة الحادة أو المزمنة وحساسية الحنجرة وأورام الحنجرة والاضطرابات العصبية الحركية والحسية والتأثيرات الهرمونية على الحنجرة.
أما النوع الثاني فيضم اضطرابات الصوت غير العضوية وتنقسم بدورها لنوعين، أما الأول فهو اضطرابات الصوت غير العضوية الاعتيادية مثل بحة الصوت المزمنة عند الأطفال واضطرابات الصوت عند البلوغ وبحة الصوت فوق الوظيفية نتيجة الشد العضلي الزائد لعضلات الحنجرة والعنق وبحة الصوت تحت الوظيفية نتيجة خلل في التحكم العضلي للحنجرة والوهن (الضعف) الصوتي وبحة الصوت نتيجة استعمال الثنايا الصوتية الكاذبة. وأما النوع الثاني فهو اضطرابات الصوت غير العضوية النفسية مثل فقد الصوت الوظيفي النفسي الاضطرابات الصوتية المصاحبة لأمراض نفسية:
اضطرابات الصوت الطفيفة (الحميدة) وهي اضطرابات تنتج عن الاستخدام الخاطئ أو المفرط للصوت وتشمل الحبيبات الصوتية مثل حبيبات الصراخ عند الأطفال وحبيبات المغنى عند البالغين، ولحمية وأكياس الثنايا الصوتية وأزمة راينك والحبة الاحتكاكية.
بالإضافة الى كل ما سبق فإن التأهيل الصوتي لا غنى عنه بعد عمليات استئصال الحنجرة الجزئي أو الكلي أو استئصال الرئة أو العلاج الجراحي لأورام الحلق والفم.
و يشرف على التكوين في هذا التخصص الهام الأستاذ أندريه ألالي و هو من أحد أهم المختصين في هذا المجال على المستوى الدولي و صاحب المرجع المعتمد للتكوين في الفضاء الفرنكفوني. كما يعاونة الدكتورة مليكة منيان الطبيبة المختصة في أمراض و جراحة الأنف و الأذن و الجنجرة. و يتكامل دورهما بحيث تتناول الدكتورة منيان الجوانب التشريحية و الباثوثولجية و العلاجية لإضطرابات الصوت، بينما يركز الستاذ الالي على تقنيات التأهيل الصوتي المستخدمة في علاج و تأهيل المرضى.
التأهيل السمعي و علاج الصمم
تتطور حاسة السمع لدى الجنين في رحم أمه من الأسبوع الثامن عشر في فترة الحمل ويبدأ الجنين بسماع صوت نبض الأم وتدفقات الدم عبر جدار البطن والرحم ويستمر هذا التطور واكتساب الخبرات السمعية حتى الولادة وما بعدها، ويبدأ الرضيع في السنة الأولى بالتعرف على الأصوات من حوله وتمييزها حتى يصل لمراحل متطورة من السمع واللغة في سنوات الطفولة الأولى.
ويحدث الصمم أو ضعف السمع والذي يعرف على أنه النقص الجزئي أو الكلي في القدرة على سماع الأصوات أو فهمها بمعدل عالمي قدره 2 من بين كل ألف مولود وترتفع هذه النسبة مع السن بفعل العوامل المكتسبة. ويقسم الصمم إكلينيكيا حسب الجزء المصاب الى أربعة أنواع:
النوع الأول: ضعف السمع التوصيلي: وينتج عن خلل في الأذن الخارجية او الوسطى مع سلامة الأذن داخلية يؤدي إلى مشكلة في " توصيل" الصوت" إلى الاذن الداخلية. ويتسبب في هذا النوع من ضعف السمع التهاب الأذن الوسطى وتجمع السائل في الأذن وانسداد الأذن بسبب الشمع والتهاب أو إصابة في غشاء الطبل وضعف اهتزاز العظيمات في الأذن الوسطى نتيجة نمو بعض العظيمات المحيطة.
النوع الثاني: ضعف السمع الحسي العصبي: وينتج عن خلل يصيب اجزاء الأذن الداخلية كالقوقعة والخلايا الشعرية التي بها ومن أسبابه الشيخوخة أو الصدمة الصوتية واورام الدماغ والحمى الشوكية وتصلب الأنسجة المضاعف وورم العصب السمعي والحصبة أو التهاب الغدة النكفية وبعض العقاقير أو مرض مانييّر.
النوع الثالث: ضعف السمع المختلط: عبارة عن ضعف سمعي مشترك يتضمن الضعف السمعي التوصيلي والحسي العصبي وذلك نتيجة لوجود خلل في أجزاء الأذن الثلاثة.
النوع الرابع: ضعف السمع المركزي: يحدث عند إصابة العصب السابع أو جذع المخ أو المخ نتيجة لتأثر مركز السمع في الدماغ نتيجة الحوادث أو الأمراض وليس بالضرورة أن يؤثر على مستوى علو الصوت ولكنه يؤثر على مستوى فهم الكلام.
ويختلف العلاج الطبي والجراحي كثيرا وفق نوع الصمم، إلا أن القاسم المشترك بين كل الحالات هو الاحتياج لبرنامج تأهيل سمعي ناجع من قبل أخصائي علاج التخاطب وتصويب النطق. ويعد أكبر عامل في تحديد مدخل التأهيل السمعي هو وقت حدوث فقدان السمع (فيما كان قد حدث قبل اكتساب اللغة أم بعدها) وقدرة العلاج الطبي أو الجراحي أو التعويضي على إعادة حس السمع ولو جزئيا من خلال زرع القوقعة أو السماعات الطبية مثلا.
وتتعاون الأستاذة ماريان بازان وهي أحد أهم الإخصائيين الفرنسيين في التأهيل السمعي مع الدكتورة مليكة منيــان أخصائية جراحة الأنف والأذن والحنجرة في تكوين طلاب المدرسة في هذا المجال الهام. وتتوزع بينهما الأدوار بحيث تقوم الدكتورة منيان بتغطية الجوانب المتعلقة الباثولوجية والعلاجية للصمم وضعف السمع بينما تغطي الدروس المقدمة من قبل الأستاذة بازان طرق التأهيل السمعي للمصابين.
تأهيل الحبسة الكلامية
الحبسة الكلامية هي اضطراب لغوي مكتسب ينشأ عن تلف عصبي مركزي في المخ. وتتنوع أسباب الحبسة الكلامية بين الجلطة الدماغية وأورام الدماغ والتهابات الدماغ والأغشية السحائية ونزيف النصف الأيمن من المخ.
وعلى الرغم من وجود أنواع كثيرة من الحبسة الكلامية يدرسها الطلاب، إلا انه وبغرض التبسيط نود التفريق بين نوعين كبيرين للحبسة الكلامية وهما الحبسة الطليقة والحبسة غير الطليقة، أما الحبسة الطليقة فيكون فيها المريض قادراً على الكلام لكنه ليس واعياً لما يقول كما يفتقد القدرة على فهم ما يقوله الآخرون «اللغة الاستيعابية» ومن الأمثلة عليها حبسة فيرنيكا. أما الحبسة غير الطليقة فيكون المريض غير قادر على التحدث «اللغة التعبيرية» إلا أنه يستطيع فهم ما يسمعه وما يقوله الآخرون، ومن الأمثلة عليها حبسة بروكا. وقد يتأثر جميع القدرات اللغوية التعبيرية والاستيعابية والقرائية والكتابية لدى بعض المرضى.
ومع ارتفاع معدل حدوث الأمراض المسببة للحبسة خصوصا جلطات ونزف وأورام المخ من ناحية وتقدم العلاج الطبي الذي أصبح يمنع وفاة العديد من هؤلاء المرضى كما كان في السابق، فليس من المستغرب الازدياد المضطرد في عدد حالات الحبسة الكلامية الذين يحتاجون لإعادة التأهيل من قبل أخصائي علاج التخاطب وتصويب النطق.
ويستخدم في إعادة تأهيل مرضى الحبسة الكلامية نوعان عامان من العلاجات. النوع الأول هو العلاجات التي تستهدف التلف وتسعى لتحسين وظائف اللغة وتستخدم فيها تقنيات للتحفيز المباشر لوظائف سمعية وكلامية ولغوية محددة. ومن أمثلة البرامج العلاجية من هذا النوع العلاج بالتحدي التحريضي والعلاج بالتناغم اللحني والعلاج المبرمج عن بعد.
أما النوع الثاني من العلاجات فيهدف لتعزيز القدرات التواصلية للمريض بأي وسيلة وخصوصا من خلال التفاعلات الاجتماعية الطبيعية التي تنطوي على تحديات تواصلية حقيقية. ومن أمثلة البرامج العلاجية من هذا النوع برنامج تعزيز الفاعلية التواصلية لمرضى الحبسة وبرنامج توجيه التخاطب لمرضى الحبسة وبرنامج المحادثات المدعومة.
ويتعاون في تدريس هذا التخصص الأستاذة رجاء الغزالي أخصائية علاج التخاطب وتصويب النطق مع الدكتورة زينب السقاط الطبيبة المختصة في أمراض الجهاز العصبي. وتتوزع بينهما الأدوار بحيث تركز الدكتورة السقاط على الجوانب الطبية العصبية، بينما تركز الأستاذة الغزالي على إعادة التأهيل للمرضى.
الاضطرابات العصبية النمائية
الاضطرابات العصبية النمائية هي مجموعة من الاختلالات التي تظهر في بداية النمو، وغالبا ما يكون ذلك قبل أن يلج الطفل المدرسة. وتتميز بقصورات نمائية تؤدي إلى ضعف في الأداء الاجتماعي والدراسي. وتتراوح القصورات النمائية بين بعض أنواع العجز النوعي في التعلم أو التحكم في الوظائف التنفيذية وقصورات عامة في المهارات الاجتماعية والذكاء.
وتشمل الاضـــطرابات العصبية النمائية التأخر الذهني واضطرابات طيف التوحد واضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط واضطرابات التعلم النوعية واضطرابات التواصل. ولأسباب عملية يركز هذا التخصص على الاضطرابات الثلاثة الأولى بينما تم تناول الاضطرابين الأخيرين في تخصصات أخرى مستقلة.
ويعد هذا التخصص معقدا جدا نظرا للاختلافات الكبيرة بين الحالات وحاجتها للرعاية لفترات طويلة. وعلى الرغم من ذلك يركز أخصائيو علاج التخاطب وتصويب النطق على علاج اضطرابات التواصل المختلفة باستخدام نفس التقنيات العلاجية والتأهيلية مع تعديلات هامة في المداخل والمقاربات. ولعل أهم الاعتبارات التي بجب مراعاتها هي يراعي ان يقوم التأهيل دائما على اساس فردي وان يهدف الى تلبية الحاجات التأهيلية الفردية لكل مريض على حدة.
وعلى الرغم من الأهمية العام للتعاون بين التخصصات، يعد المدخل متعدد التخصصات فرضا في التعامل مع تأهيل الأطفال المصابين الاضطرابات العصبية النمائية. كما يجب على أخصائي مشترك في العلاج فهم الغاية العامة من العلاج والتأهيل وحدود دوره وأدوار الآخرين فيه. كما يجب أن يتم العلاج والتأهيل في إطار دامج لهؤلاء الأطفال في بيئتهم الاجتماعية ويبعد بهم عن شبح العزلة وتكريس الاضطراب النفسي. كما يتم العلاج والتأهيل بتعاون مع ومشاركة من الأسرة والمدرسة ويجب أن يشمل البرنامج التأهيلي أنشطة متجهة لهاتين المؤسستين.
ويتعاون الأستاذة ألبــين بلاتــو وهي أخصائية علاج التخاطب وتصويب النطق متخصصة في علاج الاضطرابات العصبية النمائية مع الدكتورة ليندا رشيدي طبيبة نفسية مختصة في الطب النفسي للأطفال في تدريس هذا التخصص. ويتقاسمان الأدوار بحيث تقوم الدكتورة رشيدي ببناء وتعميق معارف الطلاب عن الأمراض العصبية النمائية من حيث أسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها، كما تنقل لهم منظور الطبيب النفسي للطفل الذي يكون مسؤولا عن التنسيق العام لعلاج المريض. بينما تقوم الأستاذة بلاتو بتدريس مداخل وتقنيات العلاج والتأهيل لمرضى الاضطرابات العصبية النمائية في مجالات اللغة والتواصل والتعلم.
اضطرابات اللغة المنطوقة
تعد اللغة المنطوقة أو التعبير الكلامي من أعقد السلوكيات الحركية لدى الإنسان حيث يحتاج التعبير الكلامي انتاج ما يقارب 14 وحدة كلامية في الثانية الواحدة عن طريق تحريك 100 عضلة من خلال 14 ألف حدثا عصبيا لكل ثانية من الكلام. وتتطور اللغة المنطوقة خلال الطفولة من خلال محددات معرفية ونفسية وثقافية واجتماعية من جهة وكذلك محددات عضوية عصبية وعضلية من جهة أخرى.
وفي هذا السياق يمكن فهم اضطراب اللغة المنطوقة على أنه خلل دائم أو غير عابر في التواصل الشفهي أو التعبير الكلامي لا ينسجم ومرحلة التطور اللغوي وفق العمر السني.
أولا: اضطرابات النطق وهي مشكلات تتعلق بإنتاج أصوات الكلام أو طريقة نطق الحروف وتشمل الاضطرابات الإبدالية والاضطرابات التحريفية واضطرابات الحذف أو الإضافة واضطرابات الضغط.
ثانيا: اضطرابات الكلام: ويقصد بها تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة بالكلام وما يرتبط بذلك من مظاهر ترتبط بطريقة تنظيم الكلام ومدته وسرعته ونغمته وطلاقته وتشمل ا التأتأة في الكلام والسرعة الزائدة في الكلام وظاهرة الوقوف أثناء الكلام.
ثالثا: اضطرابات اللغة ويقصد بذلك تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخيرها أو سوء تركيبها من حيث معناها وقواعدها مثل تأخر ظهور أو تطور اللغة وصعوبة التذكر والتعبير وفقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها وصعوبة فهم الكلمات أو الجمل.
وترجع أسباب الاضطرابات الكلامية بشكل عام إما إلى أسباب عضوية مثل إصابة أحد أجزاء الكلام والتنفس والجهاز العصبي وهذه بدورها ترجع إلى عوامل تحدث قبل الولادة أو أثناء الولادة أو بعد الولادة وإما تكون الأسباب ذات طابع نفسي تربوي ترجع إلى الأسرة والتربية وعوامل التنشئة الاجتماعية أو ترجع إلى عوامل نفسية ووجدانية عميقة مثل الانفعالات الحادة والصدمات النفسية مثلاً وجميع هذه الأسباب متداخلة ومتفاعلة مع بعضها البعض وقد ترجع الحالة الواحدة إلى أكثر من سبب أو عامل من العوامل المذكورة.
ويتطلب علاج الاضطرابات الكلامية مدخلا متعدد التخصصات يتعاون فيه أخصائي علاج التواصل وتصويب النطق مع الأخصائي النفسي والأخصائي التربوي ويمتد بالضرورة للفضائيين الأسري والتربوي.
ويتعاون في تدريس هذا التخصص آجار لــيفي أخصائية علاج التواصل وتصويب النطق من ليون مع الدكتور ياسين بوروايس المختص في علم النفس الإكلينيكي بالإضافة الى الدكتورة مليكة رفيق المختصة في علم اللسانيات. حيث يركز الدكتور بوروايس على العوامل النفسية المسببة للاضطرابات الكلامية ومدخلات العلاج النفسي لهذه الاضطرابات. في حين تكرس الدكتورة رفيق جهدها في تعميق معارف الطلاب بالجوانب اللغوية الأصوات والفونولوجيا والتركيب النحوي والقواعد الصرفية والدلالة اللغوية بالإضافة إلى التوظيف الاجتماعي للغة.
وتبني الأستاذة لـيفي على هذه القاعدة المعرفية الصلبة في بناء قدرات الطلاب على تشخيص وعلاج الاضطرابات الكلامية. حيث يتعلم الطلاب كيفية تقييم البناء اللغوي للكلام ومحتواه ودلالات الألفاظ واستخدام اللغة ونطق الكلام والطلاقة اللغوية وخصائص الصوت بهدف إجراء التشخيص الذي يحدد طبيعة الإطراب ومدى قابليته للعلاج.
كما يتلقى الطلاب تدريبا مكثفا على التقنيات العلاجية المستخدمة في علاج الاضطرابات الكلامية مثل الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية وتمرينات النطق وتدريب جهاز النطق والسمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية وتدريب المريض لتقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي بوجه عام.
اضطرابات التعلم
تعتبر صعوبات التعلم من أهم المشكلات التي تواجه المجتمعات الحديثة التي تطمح الى الصول بنظامها التعليمي إلى مستوى التغطية الشاملة. وتتجلى أهمية هذه المشكلة في تأثيراتها السلبية على المؤشرات الكلية للمنظومة التعليمية من حيث التسرب والانقطاع الدراسي وكذلك في حرمانها لقطاعات غير صغيرة من الأطفال في الحصول على فرصهم الكاملة في التعليم والولوج لسوق العمل.
وتعرف صعوبات التعلم بين الأطفال بأنها اضطرابات تتعلق بعمليات إدراك، تنظيم، تخزين، استدعاء أو تفسير المعارف والمعلومات المكتسبة. ولذلك غالبا ما تتجلى صعوبات التعلم بين الأطفال في ضعف قدرتهم على القراءة، أو الكتابة، أو تهجي الكلمات أو تذكر المعلومات.
ويعتبر من باب البديهيات التذكير أن صعوبات التعلم تختلف كليا عن التخلف العقلي العام، وتشير معظم الدراسات الحديثة أن معدلات الذكاء بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم لا تختلف احصائيا عن أقرانهم ممن لا يعانون من مثل هذه الصعوبات. ويعتبر ألبرت أينشتاين أبرز الأمثلة لعبقرية الأطفال ذوي صعوبات التعلم. وتشير الدراسات أن أكثر صعوبات التعلم انتشارا هي:
عُسر القراءة
وهو اضطراب تعلمي يتضح بشكل أساسي كصعوبة في القراءة والهجاء وهو منفصل ويختلف عن صعوبات القراءة الناجمة عن أسباب أخرى، مثل مشاكل في الرؤية أو السمع، أو بسبب ضعف مستوى وعدم ملاءمة تعليم القراءة. على الرغم من الاعتقاد بأن عُسر القراءة يكون نتيجة لاختلال عصبي، إلا أنه لا يُعد إعاقة ذهنية. حيث يصيب "عُسر القراءة" أشخاصاً بمستويات ذكاء مختلفة، سواء كان ذكاء متوسط أو فوق المتوسط أو العالي.
خلل الحساب
وهو عسر في القدرة على اكتساب المهارات الحسابيّة حيث يعاني الأطفال من صعوبات في فهم مصطلحات الأرقام الأساسيّة، وقد لا يكون لديهم إدراك بديهي لعالم الأرقام. ويتجلى خلل الحساب في صعوبة القيام بالعمليات الحسابية البسيطة، وحتّى عندما يصل التّلميذ الذي لديه خلل الحساب إلى الإجابة الصّحيحة، فإنّه يقوم بذلك بشكل آلي دون أن يشعر بالاطمئنان للإجابة التي وصل إليها أو لطريقة الحل.
عسر الكتابة
ويعد نقصًا في القدرة على الكتابة بخط اليد، ويُشير الاصطلاح إلى طريقة الكتابة السيئة أو الضعيفة، أو إلى عدم قدرة الطفل على أداء الحركات العضلية التي تحتاجها عملية الكتابة أو عملية النسخ سواء أكانت نسخ الأحرف أم نسخ الأشكال.
خلل الأداء الحركي
وهو اِخْتِلال المَقْدِرَة على تَنفيذ الحركةِ الإرادية المقصودة وفيه يبدو الطفل غير متزن ويعاني من صعوبة في بدء وإنهاء الحركات وقد يعاني من صعوبة في تعلم الحركات الجديدة.
اضطرابات المعالجة السمعية
وهي مجموعة من الاضطرابات المؤثرة في طريقة معالجة المخ للمعلومات السمعية وعادة ما يتمتع الأفراد المصابون باضطرابات المعالجة السمعية بهيكل طبيعي وأداء طبيعي للأذن الخارجية والوسطى والداخلية (السمع المحيطي). ومع ذلك، لا يمكن لهؤلاء الأطفال معالجة المعلومات التي يسمعونها بالطريقة ذاتها مثل غيرهم، مما يؤدي إلى صعوبات في إدراك الأصوات وتفسيرها، ولا سيما أصوات العبارات الكلامية نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي (أي الدماغ).
اضطرابات المعالجة البصرية
وفيها يعاني الطفل من صعوبات في تمييز أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء أو الأشكال أو الكلمات أو الألوان أو الأنماط. ويرجع هذا الاضطراب الى خلل في العمليات العصبية المركزية بالمخ المنوطة بجمع وتحليل وتمييز وتفسير الإشارات والمدركات البصرية.
ويشرف على التكوين في هذا التخصص الأستاذة ناثالي ديبويل أخصائية علاج التواصل وتصويب النطق المختصة في علاج اضطرابات التعلم بتعاون مع الأستاذة سيلفي ديمارتين المختصة في علم النفس الإكلينيكي والدكتورة ليندا رشيدي الطبيبة المختصة في طب نفس الأطفال.
إضطرابات البلع
تناول الطعام وبلعه هي عمليات عضلية عصبية معقدة تتكون من ثلاث مراحل: الفم، البلعوم، المريء. كل مرحلة يتم التحكم فيها بآلية عصبية مختلفة، فالمرحلة الفموية هي مرحلة إرادية يتم التحكم فيها باستخدام الجهاز الحوفي والفص الداخلي الوسطي من قشرة المخ وبمشاركة من القشرة الحركية للمخ ومناطق أخرى. عملية البلع في البلعوم تبدأ بالفم ويتم التحكم فيها عن طريق مركز البلع في النخاع المستطيل وجسر المخ. يبدأ رد الفعل المنعكس باستثارة مستقبلات اللمس في البلعوم عن طريق بلعة الطعام.
البلع هو آلية معقدة فهو يستخدم كلا من العضلات الهيكلية (في اللسان) والعضلات الملساء (في البلعوم والمريء). الجهاز العصبي اللاإرادي يتحكم في كلا من مرحلتي البلعوم والمريء.
ويتسبب في صعوبة البلع أو ما يُسمّى بعسر البلع أسباب متعددة ولكن يمكن اجمالها في مصدرين الأول مرض في الأعضاء أو العضلات التي تشارك في عملية البلع والثاني هو اضطراب في الجهاز العصبي الذي يتحكم في فيها.
فمثلا قد ينتج عسر البلع عن ضعف في عضلات البلع نتيجة استهدافها من قبل الجهاز المناعي أو تشنج في عضلات المري نتيجة تقلصه أو تصلب أنسجة المريء والتهابها نتيجة ارتجاع حمض المعدة. كما تؤدي الأورام الحميدة أو السرطانية في أعضاء البلع أو الأنسجة التي تحيط بها الى عسر البلع لأسباب ميكانيكية.
أما عن اضطرابات الجهاز العصبي التي تؤدي لعسر البلع فتشمل الجلطات الدماغية ونزيف المخ وإصابة الرأس أو الحبل الشوكي والشلل الدماغي. كما يصاحب عسر البلع العديد من الأمراض العصبية النكسية مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون وداء هنتنغتون والتصلب الضموري.
وحينما يحدث عسر البلع عند حديثي الولادة والرضع فإنه قد يعكس عيبا خلقيا في مجرى البلع أو عضلاته أو اضطرابا عصبيا ناتجا عن إصابة رضية أو نقص في الأكسجين خلال الولادة أو التهاب مخي بعد الولادة.
ويشارك في علاج عسر البلع فريق متعدد التخصصات، اذ يجب أن يشمل العلاج تصحيحا للسبب أو الأسباب المرضية المؤدية لعسر البلع. ويشارك أخصائيو علاج التخاطب وتصويب النطق في العلاج من خلال البرنامج التأهيلي الرامي لتقوية عضلات البلع وتحسين التناسق العصبي العضلي المسهل لعملية البلع.
وفي حالة ما كان السبب يتعلق بالمخ مثل الجلطات الدماغية أو النزف المخي فغالبا ما تكون صعوبات البلع مصاحبة باضطرابات أخرى مثل الحبسة الكلامية أو الصمم، وتحتاج لتدخلات أكثر شمولية من قبل معالجي التخاطب وتصويب النطق.
ويشرف على التكوين في هذا التخصص الاستاذ زافير كورماري أخصائي علاج التخاطب وتصويب النطق والمتخصص في إعادة تأهيل المرضى المصابين بعسر البلع. ويفرق برنامج التكوين بين ثلاثة فئات من المرضى يتم تناول كل فئة منهم على حدة وهي الأطفال بما فيهم حديثي الولادة والمرضى البالغين وأخير المرضى المسنين.
المدرسة العليا لعلوم الصحةمؤسسة للتعليم العالي الخاص تأسست في عام 2014 بترخيص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم 434/2015
عضو الجمعية الأوروبية لكليات ومدارس الصحة العامة شراكة مع جامعة مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية شراكة مع جامعة برلين الطبية بألمانيا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ليل بفرنسا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء شراكة مع وزارة الصحة بالمملكة المغربية شارع باريس 14، الدار البيضاء 20000، المملكة المغربية هاتف 0522475775 فاكس 05224757778 info@esss.ac.ma البريد الإلكتروني |