يعتبر اعلان بولونا والعملية الذي تلته أكبر عملية إصلاحية في تاريخ التعليم العالي الأوروبي، إذ تهدف لتوحيد نظام التعليم فيما يزيد على 4000 مؤسسة تعليم عال يتخرج فيها أكثر من اثني عشر مليونًا من الطلاب سنويًا.
ولقد وقعت حكومات 46 بلدا في عام 1999 على هذه الوثيقة التي حددت ستة أهداف عامة يجب على الدول الموقعة الوصول إليها بحلول عام 2010. وتشمل هذه الأهداف ما يلي:
أولا: اعتماد نظام موحد للشهادات العليا يفسح المجال أمام مقارنة سلسة بين الشهادات المحصل عليها في مختلف الدول الأوروبية من دون اللجوء إلى معادلة الشهادات من دولة إلى أخرى.
ثانيا: اعتماد نظام دراسي موحد قائم على مرحلتين أساسيتين (السلك الأول "الإجازة" والسلك الثاني "الماستر")، تليهما مرحلة ثالثة (السلك الثالث "الدكتوراه") وهي مخصصة للبحث العلمي.
ثالثا: اعتماد نظام موحد لقياس مكتسبات الطالب وتقييم أدائه ومدى تقدمه خلال مشواره الدراسي.
رابعا: تسهيل التنقل وتذليل كل العقبات التي تحول دون حرية التنقل من بلد إلى آخر سواء تعلق الأمر بالطلبة أو الباحثين وحتى بالنسبة للأطر الإدارية.
خامسا: دعم وتكثيف التعاون الأوروبي في مجال تطوير التعليم والمؤسسات التعليمية العليا والعمل على إيجاد آليات موحدة لقياس الجودة.
سادسا: دعم وتعزيز البعد الأوروبي بكل أنواعه، التاريخية والاجتماعية والسياسية، فيما يتعلق ببرامج التدريس والتعاون وبرامج تنقل الباحثين والطلبة.
وقد شكلت تلك الإصلاحات ما يسمى الآن بالإطار الأوروبي للتعليم العالي ويتميز ذلك الإطار بخصائص متعددة أهمها اعتماد النظام الفصلي عوضا عن نظام السنة الدراسية، بحيث تنقسم السنة الجامعية الى فصلين دراسيين، يشتمل كل فصل منهما على 30 ساعة أوروبية معتمدة.
وقد حدد الغلاف الزمني لكل ساعة أوربية معتمدة بما يتراوح ما بين 25 الى 30 ساعة من الأنشطة التعليمية للطالب، وقد ترك الحرية للدول الأوروبية لتحديد الغلاف الزمني للساعة المعتمدة مع الالتزام بالحدين الأدنى والأقصى. فعلى سبيل المثال يبلغ الغلاف الزمني المكافئ للساعة المعتمدة 29 ساعة من الأنشطة التعليمية في فرنسا و30 ساعة في ألمانيا و25 ساعة في كل من النمسا وإيطاليا. ويعني ذلك ببساطة أن الغلاف الزمني للسنة الدراسية الواحدة في فرنسا 1740 ساعة وفي ألمانيا 1800 ساعة وفي ايطاليا والنمسا 1500 ساعة.
باستخدام الساعات المعتمدة ومكافئها من الغلاف الزمني للأنشطة التعليمية تم إعادة هيكلة نظام التعليم العالي في ثلاثة مسالك أو مراحل هي الإجازة والماستر والدكتوراه.
السلك الأول - الإجازة: تهدف إلى منح تكوين أساسي للطالب عبر مسالك مشكلة من وحدات تعليمية متجانسة أساسية أو اختيارية. وتتكون من ستة فصول دراسية (أي ما يعادل ثلاث سنوات) تشكل جميعها 180 ساعة معتمدة أوروبية بغلاف زمني أدنى قدره 4500 ساعة ويصل الى 5400 ساعة حسب قانون كل دولة.
السلك الثاني - الماستر: ويشتمل الماستر على أربعة فصول دراسية تشكل جميعها 120 ساعة معتمدة (3000 – 3600 ساعة كغلاف زمني) تضاف إلى 180 ساعة معتمدة تم تحصيلها خلال سلك الإجازة. بمعنى آخر ينبغي على الطالب عند تحصيل شهادة الماستر مراكمة 300 ساعة أوروبية معتمدة خلال سلكي الإجازة والماستر (7500 – 9000 ساعة كغلاف زمني تراكمي خلال المرحلتين).
السلك الثالث - الدكتوراه: تتكون مرحلة الدكتوراه من ست فصول دراسية تعادل 180 ساعة معتمدة أوروبية (4500 – 5400 ساعة كغلاف زمني للأنشطة الأكاديمية) تضاف الى المرحلتين السابقتين أي الإجازة والماستر برصيد تراكمي اجمالي قدره 480 ساعة معتمدة أوروبية (12000 – 14400 ساعة كغلاف زمني تراكمي للمراحل الثلاثة). ويجب أن يتوج سلك الدكتوراه بتقديم ومناقشة أطروحة البحث.
التكوين في التمريض والمهن الصحية
يعتبر التكوين في التمريض والمهن الصحية أكثر المجالات المرشحة للاستفادة من اصلاحات منظومة التعليم العالي وفق الإطار الأوربي الموحد المستند على وثيقة بولونا، حيث يتوجب على البلدان الأوروبية الرفع من مستوى التكوين من منظومة التكوين المهني لمنظومة التعليم العال. وسيسمح ذلك لمهني الصحة متابعة التقدم في مشوارهم المهني والأكاديمي والحصول على الماستر او حتى الدكتوراه.
إلا أن التقدم في إنجاز هذا التحول مازال بطيئا وغير مرضيا رغم الجهود الحثيثة المبذولة في هذا المجال، إذ أن عدد المؤسسات الأكاديمية التي تمكنت من تحويل برامجها الأكاديمية للتكوين في المهن الصحية لتتوافق مع الإطار الأوروبي الموحد للتعليم العالي لا يتجاوز نسبة 20 في المائة.
وتقف أمام هذا التحول عقبات ترجع في مجملها لصعوبة إجراء التحول في المؤسسات الكبيرة والعريقة ذات النظم الأكاديمية الراسخة والتي غالبا ما تشمل عمليات إصلاحها مصالح قطاعات كبيرة من القوى البشرية وتصطدم بترسانات ضخمة من اللوائح والنظم الداخلية. بالإضافة الى ذلك فإن عملية الإصلاح تتطلب تعديلات قانونية تتعلق بقوانين الوظيفة العمومية وأنظمة الشغل ولها تبعات مالية كبيرة على مستوى الموازنة العامة للدول وكذلك القطاع الخاص.
ورغم التقدم البطيء في إنجاز التحول، الا أن الأعوام الماضية قد شهدت انفراجات وإنجازات كبيرة. إذ ستتحول كل من ألمانيا وفرنسا الى هذا النظام بشكل كامل خلال عام 2020 بينما حققت المملكة المتحدة وإيرلاندا والسويد انجازات كبيرة في هذا المجال.
المدرسة العليا لعلوم الصحة
تعتز وتفتخر المدرسة العليا لعلوم الصحة بإنجاز التحول في منظومتها الأكاديمية للتكوين لتتوافق بشكل كامل مع المعايير البيداغوجية للإطار الأوروبي الموحد للتعليم العالي. حيث تم تصميم تلك البرامج وفق مستويات التكوين المحددة في ذلك النظام والتحول للنظام الفصلي عوضا عن السنة الدراسية مع صياغة أهداف التكوين والقدرات المهنية المستهدفة والمحتوى البيداغوجي للوحدات التعليمية ونظام التقييم والمقاربات البيداغوجية وفق هذا النظام. وقد تطلب ذلك رفع الغلاف الزمني للتكوين ثلاثة أضعاف على مستوى سلك الإجازة وأربعة أضعاف على مستوى سلك الماستر. وقد توج هذا الإنجاز بحصول المدرسة العليا لعلوم الصحة على عضوية الجمعية الأوروبية لمدارس و كليات الصحة العامة، كأول مؤسسة للتعليم العالي في القارة الأفريقية تحصل على هذا الشرف.
وعلى الرغم من الاستثمار الكبير المرتبط بكلفة هذا التحول، الا أن ولا شك يستحق، اذ سيفتح الباب واسعا أمام خريجي المدرسة للولوج لسوق الشغل الأوروبي الذي يعاني خصاصا مهولا في الأطر الصحية يقدر بحوالي المليون ونصف المليون منصب شغل. كما يسمح هذا التحول لطلابنا بمتابعة الدراسة في المؤسسات الأكاديمية الأوروبية سواء للحصول على درجات أكاديمية أعلى أو حتى في إطار التبادل الأكاديمي خلال دراستهم بالمدرسة العليا لعلوم الصحة.
المدرسة العليا لعلوم الصحةمؤسسة للتعليم العالي الخاص تأسست في عام 2014 بترخيص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم 434/2015
عضو الجمعية الأوروبية لكليات ومدارس الصحة العامة شراكة مع جامعة مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية شراكة مع جامعة برلين الطبية بألمانيا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ليل بفرنسا شراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء شراكة مع وزارة الصحة بالمملكة المغربية شارع باريس 14، الدار البيضاء 20000، المملكة المغربية هاتف 0522475775 فاكس 05224757778 info@esss.ac.ma البريد الإلكتروني |